أكاديمية محمد السادس لكرة القدم… مصنع الأبطال الذي يغيّر مستقبل الكرة المغربية
بقلم: ستاد لايڤ – Stad Live
على بعد خطوات من العاصمة الرباط، وتحديداً في مدينة سلا، يقف واحد من أكبر المشاريع الرياضية في أفريقيا وأكثرها تأثيراً: أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي نجحت خلال سنوات قليلة في تكوين جيل كامل من اللاعبين الذين أصبحوا يشكلون العمود الفقري للمنتخبات الوطنية. ومع اقتراب كأس الأمم الأفريقية 2025، يعود الحديث مجددًا عن هذا المشروع الذي بات رمزًا لتطور كرة القدم المغربية.
بنية رياضية عالمية على مساحة 17 هكتارًا
على مساحة شاسعة تزيد عن 17 هكتارًا، تبدو الأكاديمية كمدينة رياضية متكاملة. فالمباني الحديثة والملاعب الخضراء وقاعات الدراسة والتدريب تمنح اللاعبين بيئة احترافية لا تقل عن مراكز التكوين الأوروبية.
مرافق متطورة وخدمات كاملة للطلاب
تضم الأكاديمية:
-
عشرة ملاعب عالية الجودة
-
قاعات للتقوية البدنية
-
فصول دراسية حديثة
-
مركز طبي متعدد التخصصات
-
مسبح وقاعة طعام واسعة
-
أماكن ترفيهية وغرف للألعاب
-
مسجد ومساكن مجهزة بالكامل
ويوفر المشروع للطلاب كل ما يحتاجون إليه، من السكن والغذاء إلى التعليم والعلاج، وهو ما يجعل الأكاديمية نموذجاً يحتذى به في أفريقيا.
اكتشاف المواهب… رحلة تمتد من القرى إلى المدن الكبرى
يقطع طارق الخزري، المسؤول عن التوظيف داخل الأكاديمية، آلاف الكيلومترات سنويًا لاختيار أفضل المواهب في مختلف مناطق المغرب. ويتم الاعتماد على وحدات محلية تم إنشاؤها خصيصًا لمتابعة الأطفال منذ سن مبكرة.
دعم شامل وفرصة لمستقبل أفضل
يؤكد الخزري أن 90% من اللاعبين ينحدرون من أسر متواضعة، مما يجعل الأكاديمية بالنسبة لهم فرصة ذهبية لتغيير حياتهم.
ويضيف:
"كل شاب ينضم إلى الأكاديمية يحصل على دعم كامل… من الطعام إلى الدراسة والرعاية الطبية."
يوميات اللاعبين… بين الدراسة والتدريب والانضباط
يعيش اللاعبون داخل الأكاديمية برنامجًا يوميًا صارمًا يجمع بين الدراسة والتدريب، بهدف خلق توازن حقيقي بين التعليم والرياضة.
نظام متكامل يبدأ من السادسة صباحًا
-
7:00 صباحًا: الاستيقاظ
-
8:15 صباحًا: الدراسة
-
10:30: التدريب الأول
-
14:00: العودة للفصول الدراسية
-
16:00: التدريب الثاني
-
مساءً: ساعة للمراجعة قبل العشاء
وتحرص الإدارة على ألا يطغى الجانب الرياضي على مستقبلهم الأكاديمي، إذ سجّلت الأكاديمية نسبة نجاح 100% في امتحانات البكالوريا خلال السنوات العشر الماضية.
قصص نجاح… بين الصعوبات وتحقيق الحلم
لا يخلو مسار اللاعبين من لحظات شك، لكن الدعم المتواصل يجعلهم قادرين على تجاوزها.
المدرب الفرنسي لوران كوجر يؤكد أن العديد من المواهب عاشت بدايات صعبة قبل أن تثبت نفسها.
ياسر الزبيري… من الخوف إلى لقب عالمي
من أبرز الأمثلة ياسر الزبيري، لاعب المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، والذي تُوّج مؤخرًا بكأس العالم لفئته.
مرّ اللاعب بفترة صعبة بسبب صغر سنه مقارنة بزملائه، لكنه ثابر حتى أصبح أحد أبرز الوجوه الصاعدة.
تأثير واسع على الكرة المغربية… والنتائج تتحدث
أصبحت الأكاديمية اليوم ركيزة أساسية في تكوين اللاعبين، ونتائجها حاضرة بقوة في الأندية والمنتخبات المغربية.
أرقام تؤكد نجاح المشروع
-
26 لاعبًا تخرجوا من الأكاديمية يلعبون في الدوري المغربي
-
حوالي 30 لاعبًا يمارسون في أندية أوروبية
-
ما لا يقل عن خمسة لاعبين مرشحين لمنتخب 2026 و2030
-
مساهمة مباشرة في نجاحات المنتخب، من بينها تألق يوسف النصيري الذي مر بالأكاديمية في بداياته
المدرب الفرنسي السابق للمنتخب المغربي هيرفي رونار عبّر مرارًا عن إعجابه بثمار هذا المشروع، مشيرًا إلى أن الأكاديمية كانت المفتاح لصعود جيل تاريخي قاد المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم 2022.
نحو مستقبل أكثر إشراقًا قبل CAN 2025 ومونديال 2030
رؤية مستمرة… واستثمار في الإنسان
لا تقتصر الأكاديمية على تكوين اللاعبين فحسب، بل تعمل على بناء شخصية شاملة: لاعب محترف، طالب ناجح، ومواطن قادر على مواجهة تحديات المستقبل.



تعليقات
إرسال تعليق